مقدمة
يُعد الكوليسترول أحد أهم العوامل المؤثرة على صحة القلب والأوعية الدموية. فبينما يحتاج الجسم إلى كمية محددة منه للقيام بوظائفه الحيوية، فإن ارتفاع مستوياته في الدم قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل تصلب الشرايين والنوبات القلبية. لذلك، تُعتبر مراقبة مستويات الكوليسترول بانتظام من الخطوات الأساسية للحفاظ على صحة القلب والوقاية من الأمراض المزمنة.
ما هو الكوليسترول؟
الكوليسترول هو مادة دهنية شمعية تُنتج بشكل طبيعي في الكبد وتوجد أيضًا في بعض الأطعمة الحيوانية. يُستخدم في بناء الخلايا وإنتاج الهرمونات وفيتامين D.
ينقسم الكوليسترول إلى نوعين رئيسيين:
1. الكوليسترول الجيد (HDL)
يساعد على إزالة الكوليسترول الضار من الشرايين ونقله إلى الكبد ليتم التخلص منه.
2. الكوليسترول الضار (LDL)
عندما يرتفع، يتراكم على جدران الشرايين مسببًا انسدادها وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
أهمية مراقبة مستويات الكوليسترول
مراقبة الكوليسترول ليست مقتصرة على من يعانون من أمراض القلب فحسب، بل يجب أن تكون جزءًا من الفحوصات الدورية لكل شخص بالغ، إذ تتيح:
-
الكشف المبكر عن ارتفاع الكوليسترول.
-
الوقاية من أمراض القلب والسكتات الدماغية.
-
تقييم فعالية النظام الغذائي أو العلاج الدوائي.
-
تعديل نمط الحياة قبل حدوث مضاعفات خطيرة.
نسبة الكوليسترول الطبيعية في جسم الانسان
نسبة الكوليسترول الطبيعية في جسم الإنسان تختلف حسب نوع الكوليسترول الذي يتم قياسه، وإليك القيم المثالية وفقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية وجمعية القلب الأمريكية:
أولاً: الكوليسترول الكلي (Total Cholesterol)
-
المستوى الطبيعي: أقل من 200 ملغ/ديسيلتر (mg/dL)
-
الحد الأعلى المقبول: بين 200 – 239 mg/dL
-
مرتفع: 240 mg/dL أو أكثر
ثانيًا: الكوليسترول الضار (LDL Cholesterol)
-
المثالي: أقل من 100 mg/dL
-
قريب من المثالي: 100 – 129 mg/dL
-
حديّ (مرتفع جزئيًا): 130 – 159 mg/dL
-
مرتفع: 160 – 189 mg/dL
-
مرتفع جدًا: 190 mg/dL أو أكثر
ارتفاع الكوليسترول الضار يزيد خطر الإصابة بتصلب الشرايين والنوبات القلبية.
المثالي: أقل من 100 mg/dL
قريب من المثالي: 100 – 129 mg/dL
حديّ (مرتفع جزئيًا): 130 – 159 mg/dL
مرتفع: 160 – 189 mg/dL
مرتفع جدًا: 190 mg/dL أو أكثر
ارتفاع الكوليسترول الضار يزيد خطر الإصابة بتصلب الشرايين والنوبات القلبية.
ثالثًا: الكوليسترول الجيد (HDL Cholesterol)
-
جيد جدًا: أكثر من 60 mg/dL
-
مقبول: بين 40 – 59 mg/dL
-
منخفض (غير صحي): أقل من 40 mg/dL للرجال و 50 mg/dL للنساء
ارتفاع الكوليسترول الجيد يحمي القلب ويقلل من مخاطر أمراض الشرايين.
جيد جدًا: أكثر من 60 mg/dL
مقبول: بين 40 – 59 mg/dL
منخفض (غير صحي): أقل من 40 mg/dL للرجال و 50 mg/dL للنساء
ارتفاع الكوليسترول الجيد يحمي القلب ويقلل من مخاطر أمراض الشرايين.
رابعًا: الدهون الثلاثية (Triglycerides)
-
الطبيعي: أقل من 150 mg/dL
-
مرتفع جزئيًا: 150 – 199 mg/dL
-
مرتفع: 200 – 499 mg/dL
-
مرتفع جدًا: 500 mg/dL أو أكثر
الطبيعي: أقل من 150 mg/dL
مرتفع جزئيًا: 150 – 199 mg/dL
مرتفع: 200 – 499 mg/dL
مرتفع جدًا: 500 mg/dL أو أكثر
العوامل التي تؤثر على مستويات الكوليسترول
1. النظام الغذائي
تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والمتحولة يزيد من مستويات الكوليسترول الضار.
2. النشاط البدني
قلة الحركة تؤدي إلى انخفاض الكوليسترول الجيد وارتفاع الضار.
3. الوراثة
تلعب الجينات دورًا مهمًا في تحديد قدرة الجسم على التعامل مع الكوليسترول.
4. الوزن الزائد والتدخين
يسهمان بشكل كبير في رفع الكوليسترول الضار وتقليل الجيد.
كيف يمكن مراقبة الكوليسترول بفعالية؟
1. إجراء فحوصات دورية
يُنصح بإجراء تحليل دهون الدم (Lipid Profile) مرة كل 4–6 سنوات للبالغين الأصحاء، ومرة سنويًا لمن لديهم عوامل خطر.
2. اتباع نظام غذائي صحي
-
تناول الفواكه والخضروات بانتظام.
-
التقليل من الدهون الحيوانية.
-
الاعتماد على الدهون الصحية مثل زيت الزيتون والمكسرات.
3. ممارسة الرياضة
النشاط البدني المنتظم مثل المشي أو السباحة يساعد على رفع الكوليسترول الجيد وخفض الضار.
4. الإقلاع عن التدخين
التوقف عن التدخين يحسن صحة القلب ويرفع مستويات الكوليسترول الجيد بشكل واضح.
5. الالتزام بالعلاج عند الحاجة
قد يصف الطبيب أدوية خافضة للكوليسترول مثل "الستاتين" في حال لم تنجح التغييرات السلوكية وحدها.
متى يجب استشارة الطبيب؟
يُنصح بزيارة الطبيب فورًا إذا أظهرت الفحوصات ارتفاعًا في الكوليسترول، أو عند وجود أعراض مثل ألم في الصدر، أو تاريخ عائلي لأمراض القلب المبكرة.
وأخيراً
مراقبة مستويات الكوليسترول ليست مجرد إجراء وقائي بل أسلوب حياة صحي يضمن قلبًا قويًا وعمرًا أطول. من خلال التغذية المتوازنة، والنشاط البدني، والفحوص المنتظمة، يمكن الحفاظ على توازن الكوليسترول وحماية الجسم من أمراض العصر.
